المورينجا .. الشجرة المعجزة :
أكد الدكتور أبو الفتوح عبد الله، بالمركز القومى للبحوث في مصر أنه يقوم على أبحاث خاصة بشجرة المورينجا منذ سنوات وموخرًا تم تخصيص 40 باحثًا للعمل على نبات المورينجا،.
ويوضح دكتور "أبو الفتوح" أن نبات المورينجا -أو الشجرة المعجزة كما يطلق عليه البعض- قد عرفه قدماء المصريين فهو نبات أصله مصرى منذ القدم حيث عثر على حفرية فى أحد المقابر وكان يستخدم فى التحنيط وعلاج الكثير من الأمراض فى تلك الحقبة من الزمن، حيث استخدمه قدماء المصريين فى التجميل والبشرة وكذلك فى عمليات التحنيط.
كما أن نبات المورينجا ذكر فى تذكرة داود باسم "الحبة الغالية" لفعاليتها فى علاج الطحال
كذلك فى كتاب الطب الشعبى لابن الهيثم والذى ذكر أن زهرة المورينجا تفيد فى علاج الحالات الجنسية لدى الرجال والنساء.
ويوضح دكتور "أبو الفتوح" أن من ضمن الأسماء التى عرفت بها المورينجا عند العرب قديما اسم "غصن البان" والذى تغنوا به عند وصف النساء الممشوقات.
وقد أخذه الهنود خلال عصر "حتشبسوت" من مصر وبدأ التطور هناك، فلدينا كان يظهر فى منطقة الطور وكان يتحول لأوراق أسطوانية مثل أوراق شجرة الجازولين، ولكن الهنود زرعوه فى منطقة استوائية ومطر وحصلت طفرة فى النمو وبدأت تخرج أوراقا كاملة ومن هنا أصبح هناك نوعان من نبات المورينجا، الأول هو "بريجرينا" وهو النوع العربي فى جنوب سيناء، والثانى الموجود فى الهند ويسمى "أوليفيرا" وهو ما حصل على اهتمام عالمى فى الأبحاث لاستخدامه كغذاء ودواء.
ويشير الدكتور أبو الفتوح إلى أنه فى جنوب شرق آسيا وكندا وأمريكا وعدد من دول أفريقيا تعد المورينجا من الخضروات التى تباع لدى البائعين مثلها مثل أى خضار آخر.
ويضيف أن "المورينجا" تحتوى على 3 أضعاف البوتاسيوم الموجود فى الموز وهو ما يفيد فى تثبيت المعلومة وتحفيز الذاكرة وعلاج مرض الزهايمر
كما يحتوى على 3 أضعاف فيتامين "e" المفيد فى علاج الحالات الجنسية للرجال والنساء والموجود فى اللوز
والمورينجا غنية بمواد الأكسدة القوية
كما تحتوى على حديد من 3 إلى 10 أضعاف الموجودة فى السبانخ ومفيدة لتكوين الهيموجلوبين فى الدم وعلاج أنيميا وفقر الدم.
ويوضح أن نسبة الزنك عالية جدا فى المورينجا وهو ما يعمل على نشاط عال للجهاز المناعى للجسم ويعطى فرصة للمورينجا أن تعالج أكثر من 300 مرض
كما أن بها بروتين 7 أضعاف الموجود بالزبادى .
كما أن المورينجا تساعد على الانقسام الطبيعى للخلايا السليمة فى المنطق المعطوبة فى أى عضو بالجسم.
وأوراق المورينجا من الممكن أن تستعمل مثل الشاى بعد تجفيفها ويعمل منها أقراص وكبسولات وكذلك مستخلص من الأوراق ، كما أن الأزهار تحمّر وتؤكل مثل المشروم أو عش الغراب ، ويمكن طبخ الثمرة مثلها مثل السبانخ و الفاصوليا الخضراء والفول الأخضر .
كما يستخدم مسحوق الأوراق بعد تجفيفها كتوابل تضاف للوجبات الغذائية
كما أثبتت التجارب أن إضافة أوراق المورينجا إلى غذاء النساء المرضعات أدى إلى زيادة إدرار الحليب لديهن
وعصير الأوراق يخفض ضغط الدم العالي، وهو فعال في إدرار البول.
أما السيقان فتستخدم كحطب وقود في المجتمعات الريفية، وينتج اللحاء مادة صمغية تستخدم في بعض الصناعات الدوائية، وتستخدم أيضا في علاج الإسهال ، أما جذور المورينجا، فهي علاج للروماتيزم في بعض المناطق.
ويشير دكتور أبو الفتوح إلى أن البذور تعتبر الجزء الأهم في هذه الشجرة؛ حيث تتعدد استخداماتها، ومنها في مقاومة البكتيريا المسببة للأمراض الجلدية، كما تستخدم كمنشط جنسي، وتحتوي البذور على ما يقدر بنحو 35 بالمئة من مكوناتها زيت حلو المذاق غير لزج يستخدم في أغراض الطبخ، إضافة إلى كونه زيتا هاما في صناعة بعض العطور، وكريمات العناية بالشعر، وكمصدر للطاقة والوقود الحيوي.
ويتميز الزيت باحتوائه على مواد مضادة للبكتريا تستخدم في الأغراض الطبية والعلاجية، كما يتميز أيضاً بعدم قابليته للتزنخ، واحتراقه بغير انبعاث دخان منه، وعدم وجود طعم مميز له؛ مما يجعله من أفضل، بل وأوائل زيوت الطعام.
ومن أهم استخداماته تنقية المياه بما تبقى من البذور بعد استخلاص الزيت، عن طريق إضافته لخزانات المياه؛ وذلك لما له من خاصية تجميع وترسيب الشوائب الصلبة العالقة بالمياه بما يشبه المصيدة، فيعمل على تنقية المياه من الشوائب ومن البكتيريا في آن واحد بنسبة 90 % وتعرف فى السودان لذلك بأسم " الرواق " لاستخدامها فى تنقية المياه .
ويوضح دكتور أبو الفتوح إلى أن جذور المورينجا تستخلص منها مواد تعالج امراض الجهاز الهضمى كما أن قلب هذه الجذور به مواد لعلاج 3 أنواع من السرطانات .
ويوضح أن شجرة المورينجا رغم فائدتها العالية فى الغذاء والدواء فأنها غير مكلفة حيث تظهر أزهار الشجرة خلال 4 شهور كما يمكن انتاج عسل المورينجا منها وهو أغلى عسل فى العالم، وزراعتها بسيطة لانها تتحمل الحرارة حتى 48 درجة فى الظل وتتحمل ملوحة الأرض وغير شرهة للتسميد وغير محبة للمياه ، ولا تصاب بأمراض أو حشرات .
ويؤكد دكتور أبو الفتوح أنه قام بتأسيس الجمعية العلمية المصرية للمورينجا التابعة لوزارة التضامن ، وأنه عندما عاد من زامبيا عام 2000 بفكرة المورينجا كانت مصر بها 8 شجرات فقط ، وهذا العام أصبح لدينا أكثر من مليون شجرة مثمرة من المورينجا وأكثر من 500 فدان والتى تزرع فى وادى النطرون وسيناء وسوهاج وأسوان والبحيرة وأن الجمعية التى قام بتأسيسها أصبح بها حوالى 500 عضو بالإضافة إلى 85 دكتور باحث يقوموا بالأبحاث حول المورينجا .